تطبيق الواتس آب وعلاقته بتقنيات الإتصال؟

الناس. أنا أراهم. أنت تراهم. القدرة على الإحساس والتفكير والتعاطف.

الإنترنت والتقنية. أنا أراها. أنت تراها. جامدةٌ وبلا شعورٍ ولا روح.

إن إعتمادنا على التقنيات يجعلنا نبتعد عن الإحساس البشري الفعلي. نعم، قد يبدو هذا تصريحاً فظاً. لكن حاول النظر إلى الأمر بالطريقة التالية.

تفضيل إرسال الرسائل النصية على التحدث الشفهي المباشر؟ تفضيل إرسال التغريدات على الإختلاط الحقيقي؟ قراءة الكتب الإلكترونية على الورقية منها؟ تفضيل إرسال الرسائل الإلكترونية على الكتابة التقليدية بإستخدام الورقة والقلم! أه آسف، أخطأت، تفضيل التدوين على فيس بوك على الرسائل الإلكترونية والقلم والورقة. أصبحت الأمور التقليدية أشبه برسائل الحمام الزاجل في الزمان الغابر.

لكل واحدٍ منا أكثر من شخصيةٍ ولكن في ظل الإبداعات التقنية الحديثة أصبح هذا التناقض صارخاً كما اللونين الأبيض والأسود؛ فالشخص الواثق من نفسه على الإنترنت هو نفسه شديد الخجل في الحياة، والإنسان المشهور على الفيس بوك هو نفسه شخصٌ إنعزاليٌ بلا أصدقاءٍ حقيقيين في الواقع.

أضف إلى ذلك إختبارات الشخصية على الإنترنت وأحجيات الألوان وتوقعات الأبراج جميعها تتضمن تحليلاً لشخصيتك مبنياً على معلوماتٍ تقوم بتزويدها بنفسك، بالتأكيد عن طريق إستخدام جدول إجابات مشترك. نحن مختلفون كأفراد والسير وراء هذه التحليلات هو محض خطأ. فإن جلست بشكل غير مستقيمٍ هذا لا يجب أن يعني أنك كسول، لربما كنت ببساطة بحاجة إلى المزيد من النوم كونك لا تأخذ كفايتك من الراحة كل ليلةٍ بسبب إينتك ذات الستة أشهر والتي تبكي دون توقف .

ماذا عن هؤلاء المراهقين ومشكلاتهم المتعلقة بالبشرة، والذين قد يتبعون نصيحةً “طبيةً” مُررت إليهم عبر الإنترنت! وهل سمعت عن ذلك الموقع الإلكتروني الذي يتيح لك إستئجار “أصدقاء” بكلفةٍ زهيدةٍ؟؟ رعبٌ حقيقي.

أما الآن، فإنك لن تستطيع التمتع بالشعور الساحر عندما تضيع في مدينة ما، لأنه وعلى الأغلب سيكون بحوزتك جهاز تحديد الموقع الجغرافي (جي بي إس).

هنالك هواتف ذكية سميت بأسماء فاكهة، ليبقى الجميع جائعاً ليقضم قضمةً من أحدث الأدوات. بوجود تطبيقات الرسائل الفورية من بلاك بيري والواتس آب وفيس بوك وغوغل بلس، لن يكون هنالك وسيلةٌ لتفادي الأشخاص الذين لا تود التواصل معهم.

إن لم تكن تستخدم أياً من هذه التطبيقات والأدوات فأغلب الناس سوف تعتقد أن صلاحيتك قد نفذت.

يجب علي أن أعترف بأنني قمت بطباعة كل ما سبق إلكترونياً عوضاً عن إستخدام الورق العادي والحبر التقليديين الذين دافعت عنهما آنفاً.

حسناً، في بعض الأحيان نسعى وراء ماهو أسهل